Click Here for a topical index of articles by Stephen Davey.

 

 

Loading the Elevenlabs Text to Speech AudioNative Player...

PLEASE NOTE: Comments on our blog posts are moderated but do not necessarily reflect our views or opinions. We allow polite disagreement, but we do filter rude or profane comments.

ما هي الخطية التي لا تُغفر؟

by Stephen Davey

ما هي الخطية التي لا تُغفر؟

قليل من الآيات في الكتاب المقدس أثارت قلقًا وجدلاً بقدر ما فعلت مرقس 3:29، حيث يحذّر يسوع من خطية لا تُغفر: "وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً." هذا التصريح جعل الكثيرين يتساءلون عما كان يقصده يسوع تحديدًا، وما إذا كانوا—أو شخص يعرفونه—قد ارتكبوا هذه الخطية. لفهم طبيعة هذا التحذير، نحتاج إلى النظر في السياق الكتابي الأوسع والتأمل في عدالة الله ورحمته.

فهم سياق مرقس 3:29

لفهم تحذير يسوع بشكل كامل، نحتاج إلى دراسة الأحداث المحيطة به. في مرقس 3، كان يسوع يصنع المعجزات ويطرد الشياطين. لكن بدلاً من الاعتراف بسلطانه الإلهي، اتهمه القادة الدينيون بأنه يطرد الشياطين بقوة الشيطان نفسه (مرقس 3:22). لم يكن هذا مجرد سوء فهم، بل كان رفضًا متعمدًا ونسبًا لعمل الروح القدس إلى إبليس. هذه المعارضة المتعمدة والقاسية هي ما يحدده يسوع بأنه تجديف على الروح القدس.

القضية الأساسية هنا ليست الجهل أو الشك، بل رفض متعمّد وواضح لعمل الله. رأى الفريسيون دليلاً لا يمكن إنكاره على قوة يسوع الإلهية، ومع ذلك اختاروا مقاومته. لم يكن رفضهم بسبب نقص الأدلة، بل كان نتيجة قلوب متحجرة مصممة على معارضة المسيح مهما كان الثمن.

ما هو التجديف على الروح القدس؟

التجديف على الروح القدس ليس مجرد حديث بلا احترام عن الله، ولا هو تصريح متسرع أو غير مدروس. بل هو رفض متواصل ومتعمد ليسوع المسيح وشهادة الروح القدس عنه. هذه الخطية لا تُرتكب بالصدفة، بل هي اختيار واعٍ لمقاومة حقيقة الإنجيل رغم الوحي الواضح.

كان تحذير يسوع موجهًا تحديدًا إلى القادة الدينيين الذين شهدوا معجزاته بأعينهم ومع ذلك نسبوها إلى الشيطان. كانوا يقمعون الحق عمدًا ويضلّلون الآخرين في العملية. كانت قلوبهم متحجرة لدرجة أنهم رفضوا الاعتراف بهوية المسيح، حتى بعد أن واجهوا أدلة دامغة. هذا الرفض المستمر لحق الله جعلهم بلا طريق للمغفرة لأنهم رفضوا الوسيلة الوحيدة للخلاص.

هل يمكن لأحد أن يرتكب هذه الخطية اليوم؟

كثير من المؤمنين يشعرون بالقلق بشأن ما إذا كانوا قد ارتكبوا الخطية التي لا تُغفر دون أن يدركوا ذلك. ولكن هذه الخطية ليست مجرد لحظة من الشك أو النضال أو الفشل. إنها حالة دائمة من المقاومة ضد المسيح. إذا كان شخص ما قلقًا بشأن ما إذا كان قد ارتكب هذه الخطية، فإن هذا القلق بحد ذاته دليل على أنه لم يرتكبها. أولئك الذين يقعون في خطية التجديف على الروح القدس لا يشعرون بأي رغبة في التوبة أو المصالحة مع الله—لقد قسّوا قلوبهم تمامًا ضده.

الخطية التي لا تُغفر لا تتعلق بالفشل الأخلاقي أو الأخطاء، بل تتعلق بإغلاق القلب نهائيًا أمام نعمة الله برفض قبول المسيح. الخطر ليس في الشكوك أو الصراعات العارضة، بل في الرفض المستمر للإنجيل طوال الحياة.

ضمان مغفرة الله

الرسالة الشاملة للكتاب المقدس هي رسالة فداء ورجاء. في ١ يوحنا ١:٩ نجد هذا الوعد: "إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا ٱلْخَطَايَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." رغبة الله هي أن يأتي الجميع إلى التوبة (٢ بطرس ٣:٩)، وهو يقدم الخلاص لكل من يضع إيمانه في يسوع المسيح.

الكتاب المقدس مليء بأمثلة لأشخاص عارضوا الله في البداية ولكنهم حصلوا لاحقًا على رحمته. الرسول بولس، المعروف سابقًا باسم شاول، اضطهد المسيحيين وعمل بنشاط ضد الإنجيل. ومع ذلك، بعد لقائه مع يسوع، تحولت حياته وأصبح أحد أعظم الشخصيات في تاريخ الكنيسة. إذا غُفر لبولس، فيمكن لأي شخص أن يجد الغفران والاسترداد إذا أتى إلى المسيح بالإيمان.

إذا كنت تكافح مع الشكوك حول خلاصك، فاستمد العزاء من وعد الله بأن رحمته أعظم من مخاوفك. أولئك الذين ينتمون إلى المسيح مغفور لهم بالكامل، ولا شيء يمكن أن يفصلهم عن محبته (رومية ٨:٣٨-٣٩). حقيقة أنك قلق بشأن موقفك أمام الله هي دليل على أن روحه لا يزال يعمل في قلبك، ويجذبك إليه.

كيف تستجيب لهذا التعليم؟

✅ ثق بالمسيح بالكامل – لا تعتمد على برّك الذاتي، بل على عمل يسوع الكامل. الخلاص هو هبة تُعطى بالنعمة من خلال الإيمان (أفسس ٢:٨-٩).

✅ ابتعد عن الخطية – إذا كانت هناك مجالات في حياتك حيث تقاوم إرادة الله، فاعترف بها واطلب مساعدته لتسلك في الطاعة.

✅ استرح في وعود الله – لا تدع الخوف يسرق سلامك. إذا كنت قد وضعت إيمانك في يسوع، فأنت آمن فيه.

✅ شارك الإنجيل – شجع الآخرين على السعي وراء المسيح بينما لا تزال الفرصة متاحة. صلِّ من أجل الذين قد يرفضون الحق ليُلين الله قلوبهم.

الخاتمة

الخطية التي لا تُغفر في مرقس 3:29 ليست عن ارتكاب فعل معين، بل عن رفض متحجّر ومستمر ليسوع المسيح وعمله الخلاصي. إنها رفض متعمد للاعتراف بالحق، حتى في مواجهة أدلة لا يمكن إنكارها.

إذا كنت قد وضعت إيمانك في المسيح، يمكنك أن تكون واثقًا بأنك مغفور وآمن فيه.

بدلاً من العيش في الخوف، دع هذا المقطع يشجعك على السعي وراء علاقة أعمق مع المسيح ومشاركة محبته مع الذين لا يزالون يبحثون عن الحق. باب رحمة الله مفتوح لكل من يأتي إليه بتوبة وإيمان.

Add a Comment